كان أول ما بدأ به العظم حديثه أن قال ـ كما قال الكثير ممن سبقه ـ: لن أناظرك حتى تخبرني ـ أولا ـ عمن خلق الله؟
قال العظم: لقد حدثنا الرسول a عن هذه الوسوسة الشيطانية، فقال:( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ باللهِ ولينته)[63].. وفي حديث آخر قال a:( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله ورسله) [64]
ضحك العظم بهستيرية، ثم قال: ما بالك يا رجل تحدثني عن نبيك.. لو كنت أؤمن به ما
[62] أشير به إلى صادق جلال العظم، وهو أحد أساطين الفكر الشيوعي المادي ، وملحد من كبار الملاحدة ، ممن أخذ يجاهر بالإلحاد ، ويدعو إليه ، قضى عمره في السخرية من المسلمين ومن دينهم ، وكفر بكل شيء إلا المادة.
وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن الميداني في كتابه (صراع مع الملاحدة حتى العظم) (ص12-13) ـ والذي استفدنا منه هذه المناظرة الافتراضية ـ بأن العظم ألف كتابه السابق (خدمة للماركسية والداروينية والفرويدية، وسائر النظريات، بل الفرضيات اليهودية الإلحادية، وهو في كل ذلك يتستر بعبارات التقدم العلمي والصناعي والمناهج العلمية الحديثة، ولا يقدم من البينات إلا قوله مثلاً: إن العلم يرفض هذا، أو لا يُسلم بهذا، أو يثبت هذا، دون أن يطرح مناقشات علمية نقدية تتحرى الحقيقة).
وقد قام بالرد على العظم كثير من العلماء والكتاب؛ من أبرزهم:
الشيخ عبد الرحمن الميداني في كتابه (صراع مع الملاحدة حتى العظم)، وهو الذي استفدنا منه هنا في هذا المحل، واقتصرنا على ما يرتبط بالإيمان بالله.
الشيخ محمد حسن آل ياسين في كتابه (هوامش على كتاب نقد الفكر الديني)
الأستاذ جابر حمزة فراج في كتابه (الرد اليقيني على كتاب نقد الفكر الديني)
الأستاذ محمد عزت نصر الله في كتابه (تهافت الفكر الاشتراكي)
الأستاذ محمد عزة دروزة في كتابه (القرآن والملحدون)
الدكتور عبداللطيف الفرفور في كتابه (تهافت الفكر الجدلي)