responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158

 

أولا أنت تعلم أن هذا من النوع من الدعاوى لا يتعلق من العلم بجانبه الذي يخضع للتجربة والمشاهدة.. ولذلك فإن الدليل الذي يمكن أن نستعين به لإثبات هذا هو البراهين العقلية.

إن هناك بديهيات اتفقت العقول على قبولها والتسليم لها.. وهي التي يعتمد عليها الدليل الذي سأورده لك.. وهي أربعة:

أما أولها، فهو (بطلان الرجحان دون مرجح)..

قاطعه ابن الراوندي، وقال: الرجحان دون مرجح!؟.. ما هذا!؟.. أنت تريد أن تتحدث عن الله، أم تريد أن تتحدث عن الموازين.. أو الأرجوحات.. ما هذا يا رجل.. ما هذه الجعجعة.. أريد الطحين.. لقد أنهكني الجوع.

تنفس الراوندي الصعداء، وقال: ما عساي أن أقول لك.. لقد عدت إلى طبيعتك.. ألم نتفق على أن تترك لي فرصة الكلام؟

قال ابن الراوندي: لا بأس.. لا بأس.. لكن وضح لي ما الذي تريده من الرجحان دون مرجح.

قال الراوندي: المراد منه بديهية من بديهيات العقول، وهي أنه يستحيل أن يكون الشيء جاريا على نسق معين، ثم يتغير عن نسقه، ويتحول عنه بدون وجود أي مغير أو محول إطلاقا.. إن هذا من الأمور الواضحة البطلان، وجميع العقلاء يعلمون أن الأصل بقاء ما كان على ما كان عليه، ولا بد ـ لتحويله عن حاله السابقة ـ من محول ومؤثر يفرض عليه هذا الوضع الجديد، وينسخ حاله القديمة.

قال ابن الراوندي: أسلم لك بهذا.. ولكن كيف تستدل به على ما نحن فيه؟

قال الراوندي: بالتأمل في الأشياء تجد أنها جميعا لا تخلو من ثلاثة أوصاف: الوجوب

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست