نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 169
العدم، ولن تجتمع صفة الأزل والعدم في شيء واحد.
فقال الملحد: هبك علمت بجري الحالين والزمانين على ما ذكرت، واستدلت على حدوثها، فلو بقيت الأشياء على صغرها، من أين لك أن تستدل على حدوثها؟
فقال الصادق: إنما نتكلم على هذا العالم الموضوع، فلو رفعناه ووضعنا عالم آخر، كان لا شيء أدل على الحدث من رفعنا إياه ووضعنا غيره، ولكن أجبت من حيث قدرت إنك تلزمنا وتقول: إن الأشياء لو دامت على صغرها لكان في الوهم لأنه متى ما ضم شيء منه إلى مثله كان أكبر، وفي جواز التغيير عليه خروج من القدم، كما بان في تغيير دخوله في الحدث أن ليس وراءه.
***
التفت إلينا صاحبنا (آرثر شوبنهاور)، وقال: هذا حديثي مع العلم والعقل ودلالتهما على الله.. لقد عشت في رحابهما أياما جميلة.. ولكن كلاليب الدنيا سرعان ما جذبتني، فانشغلت بها عن التعرف على ربي أو البحث عنه أو السير إليه.. وقد نسيت لذلك تلك الأيام.. ونسيت معها تلك المعاني..
نعم صار (الله) عندي حقيقة من الحقائق، ولكنها حقيقة أقرب إلى الباطل منها إلى الحق..
نعم كنت أقول بوجود الله، ولكني لا أشعر بأن شيئا تغير بذلك.. لقد كان وجود الله في نفسي - بسبب غفلتي - أقرب إلى العدم منه إلى الوجود..
ولولا أن الله الرحمن الرحيم تداركني بلطفه، فأعاد إلى ذاكرتي الساعة تلك الأيام الجميلة التي نعمت فيها بتلك المعاني لكنت الآن في عداد الغافلين.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 169