responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 313

قيل بأن الله يعلم ذاته، فمعنى ذلك أن علمه مغاير لذاته، مع أن الواجب واحد من جميع الجهات.

أو بعبارة أخرى: كيف يمكن أن يحيط اللّه علما بذاته المقدسة، في حين أن العالم والمعلوم يجب أن يكونا شيئين؟ فهل يوجد تفاوت بين علم اللّه وذاته المقدسة؟

أو بعبارة أخرى: هل يمكن ان يكون اللّه عالما ومعلوما في نفس الوقت؟

ابتسم الباقر، وقال: كيف يكون هؤلاء أصحاب عقول، وهم يستشكلون هذا؟

قال فيثاغورث: فما تجيبهم؟

قال الباقر: إن الإشكال الذي طرحوه باستلزام القول، بأنه سبحانه يعلم ذاته، مغايرة علمه لذاته، إنما يتم فيما إذا أريد من المغايرة بين العالم والمعلوم، المغايرة الحقيقية، دون ما إذا أريد منها المغايرة الاعتبارية.. وفي هذه الحالة يكفي في المغايرة بين العالم والمعلوم، المغايرة الاعتبارية، وهي حاصلة في الذات العالمة.. إذ أن فيها لحاظين، لحاظ كونها عالمة، ولحاظ كونها معلومة، وهي بأحد اللحاظين، مغايرة لها باللحاظ الآخر.

أو بتعبير آخر: إن هذا السؤال لا ينحصر في علم اللّه بذاته المقدسة، فهو يجري حتى على علمنا بوجودنا، فنحن نعلم يقينا بوجودنا وندرك بأننا موجودون، فهل يجب أن يكون العالم والمعلوم هنا شيئين أيضا؟ في حين أننا لسنا بأكثر من شيء واحد، خصوصا وأن علمنا بأنفسنا من النوع الحضوري أيضا.

قال فيثاغورث:سلمت لك بهذا.. فما تجيبهم في اعتراضهم على شمول علم الله؟

قال الباقر: ذلك بسيط تدل عليه العقول.. وسأجيبك عنه من وجهين:

أما أولهما، فهو أن ما عدا اللّه ممكن، فهو مفتقر في وجوده إليه سبحانه، وإذا كان الأمر كذلك، وكان اللّه علة لكل ممكن موجود، كان لا بد وأن يعلمه، لعدم الانفكاك بين معلوليتها له، ومعلوميتها كذلك.. ولا فرق في هذه الممكنات، بين أن تكون كلية أو جزئية، خارجية أو

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست