نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 409
الريش، إضافة إلى تأثر الجسم بألوان الوسط الذي يعيش فيه الطير.
إنّ ريش الطير يتألف من مادة الكاراتين، وهذه المادة معرضة للتلف تحت ظروف البيئة المختلفة، لذا فإن الريش يتم تجديده بين كل مدة وأخرى؛ إلا أنّه بعد كل مدة تجديد يكتسب الطير الألوان الزاهية في ريشه مرة أخرى لأنّ الريش يستمر في النّمو حسب نوع الطير ولون ريشه والنقوش الموجودة عليه حتى يكتمل هذا النمو.. وإن هذا التلون في الريش والتصميم المدهش في تركيبه دليلان بارزان على بديع صنع الله وجميل خلقه وسعة علمه جل جلاله.
وفي يوم آخر، وأمام مرآة صادفتنا وقف الجواد طويلا، ثم قال لنا: انظروا إلى وجوهنا على هذه المرآة.. ألا ترون التناظر الرائع بين العناصر المكونة للوجه؟
إن هذا التناظر الجميل سمة من سمات الجمال التي يمتلئ بها الكون..
إن الكائنات الحية جميعا تمتلك تركيباً منتناظراً.. انظر إلى الأحياء البحرية تجدون التناظر الرائع نفسه، فالأسماك مثلاً والسرطانات البحرية وبراغيث البحر والقشريات البحرية وغيرها.. كلها تملك هذا التركيب المتناظر الجميل.
إن دعاة نظرية التطور الذين يتبنون فكرة المصادفة في وجود الكائنات يعجزون عن إيجاد تفسير منطقي أمام هذا الترتيب والتناظر المنظم والتنوع المدهش للألوان، بل هم يظلون عاجزين أمام هذه الظواهر الخارقة في إرجاع سبب وجودها إلى فكرة المصادفة السّمجة.. وحتماً سيمكثون في عجزهم هذا مهما كانت ادعاءاتهم التي يحاولون بها تفسير هذا التنوع المدهش في الألوان والنقوش، وهذا التناظر والترتيب الخارقين.
وهذه الحقيقة سيتوصل إليها كل ذي عقل مدرك.. حتى تشارلز داروين مؤسس نظرية التطور اضطر إلى الاعتراف بالعجز التام أمام هذه الحقيقة، فقد قال: (لا أعتقد أن الانتخاب الطبيعي كان الوسط الذي حدث داخله ظهور حوادث طبيعية مثل البريق اللوني أو حضانة ذكور الأسماك للبيض أو ظهور إناث الفراشات ذات اللمعان الأخاذ)
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 409