قال: لا يكون الكبير كبيرا إلا إذا اكتمل وجوده، فلم يكن به أي نقص أو قصور..
قلت: فمن هو كامل الوجود؟
قال: لا يكمل الوجود إلا بشيئين: أن يكون دائما لا انقطاع له.. وأن يكون ذاتيا لا تبعية له.
فكل وجود مقطوع بعدم سابق أو لاحق فهو ناقص.. ولذلك يقال للإنسان إذا طالت مدة وجوده إنه كبير، أي كبير السن، طويل مدة البقاء.
وهذان المعنيان للكبير لا يصدقان إلا على الله.. فالله هو الكبير الحقيقي، فهو دائم الوجود أزلا وأبدا.. ووجوده هو الوجود الذي يصدر عنه وجود كل موجود.. فإن كان الذي تم وجوده في نفسه كاملا وكبيرا، فالذي حصل منه الوجود لجميع الموجودات أولى أن يكون كاملا وكبيرا.
قلت: فما علاقة هذا الاسم بتدبير المملكة الإلهية؟
قال: المملكة الحقيقية لا يديرها إلا الكبير الحقيقي.. ذلك أن كمال العدل وكمال الرحمة لا تتمان إلا من خلال ملك لا تفنيه الأيام، ولا يستبد به الضعف، ولا يتسلل إلى طاقاته القصور.
المتعال:
قلت: صدقت في هذا.. فحدثني عن اسمه (المتعال)
قال:لقد ذكر الله تعالى هذا الاسم في القرآن كما ذكره في كتبه المقدسة السابقة عليه، ففي القرآن، قال تعالى:P اللهُ الذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَل مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)O (الروم)
قلت: فما معنى هذا الاسم؟
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 445