نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 576
برسول يخلصهم من أهوائهم ونفوسهم وشياطينهم ليزج بهم في بحار رحمة الله.
قلت: فأنت تتخذ إذن من الدعوة لربك الرحيم وسيلة للدعوة لدينك ونبيك؟
قال: إن كان ديني هو الدين الحق.. وإن كان نبيي هو النبي الصادق الذي دلت على نبوته كل الدلائل.. فما الحرج في أن أدعو إليه، وأستعمل كل الأساليب المشروعة لذلك..
هل ترى أن الطبيب الذي وفقه الله، فهداه لأنواع من الدواء عجز عنها غيره من الأطباء مخطئا إن عرف الناس بجدوى الأدوية التي وفقه الله لاكتشافها؟
قلت: بل هو مخطئ إن قصر في ذلك.
قال: فذلك الطبيب هو أنا.. لقد سرت في الأرض.. وبحثت في الأديان والمذاهب.. ولم أترك أحدا إلا سألته.. ولكني لم أجد دينا انسجم مع الكون.. ولم أجد معارف ترتبط بمصدر هذا الكون تنسجم مع قوانين الكون وسننه مثلما وجدت في الإسلام، وعند نبي الإسلام.
قلت: والمسيحية؟.. لعلك لم تطلع على تلك الرحمة العظيمة التي يذكرها الكتاب المقدس عن إله المسيحيين..
لعلك لم تقرأ ما ورد في رسالة يوحنا، فقد قال: (أيها الاحباء لنحب بعضنا بعضاً، لأن المحبة من الله وكل من يحب الله فقد ولد من الله)(يوحنا1/4:7)
وقد كتب يوحنا هذه العبارة التي لا يوجد مثلها في أي كتاب من الكتب المقدسة: (لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به) (يوحنا 3: 16)
ابتسم، وقال[325]: لقد أصابني في فترة من حياتي بعض الانبهار من هذه العبارات الجميلة.. لكني عندما حاولت أن أعيش معانيها لم أجد فيها من المعاني الروحانية اللذيذة ما يمكن أن أعيشه.. بل عندما طبقت تلك العبارة على موازين الكون لم أجد لها أي وزن.
[325] بعض ما نذكره هنا من حوار ذكرنا مثله أو قريبا منه في رسالة ( ثمار من شجرة النبوة) من هذه السلسلة، فصل (روحانية)
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 576