نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 577
قلت: لكني وجدتها تزن كل شيء.
قال: لا بأس.. لنترك الجدل.. ولنترك الأنا.. ولنبحث فيما يقول العقل.. العقل الذي وضع برنامجه ربنا ورب الخلائق جميعا..
لاحظ بعين العقل والمنطق والروح تلك العبارة الأخيرة التي بهرتك كما بهرت الملايين من غير أن يعرفوا معناها.
ألا ترى أنها تحمل تصويرا مشوها عن الله يصرف القلوب عنه.. بل قد يملؤها ببغضه!؟
قلت: ما تقول؟.. إنها تدل على رحمة الله التي لا حدود لها.
قال: سنطبق مقاييس عقولنا على هذا.. أجبني.. أرأيت لو أنك.. وأنت صاحب الدار.. دعوت ضيوفا إلى بيتك لتطعمهم من طعامك، وتسقيهم من شرابك.. ثم بدر من أحد ضيوفك ما أساء إليك.. فنظرت إليهم نظرة غضب تريد أن تبطش بهم.. ثم سرعان ما تحولت إلى حليم رحيم.. ولكنك لم تعف عنهم.. وإنما ذهبت إلى ولدك الوحيد لتضعه على الصليب، وتقتله شر قتلة أمام أعين ضيوفك، فإذا سألوك عن سر ما تفعله، قلت لهم: لأجل أن أكفر عن خطاياكم.
فإذا سألوك: لم؟.. ألا يمكن أن تكفر عن خطايانا بغير هذا الأسلوب؟
قلت لهم: لقد وضعت قانونا، بأني لا أكفر الخطايا إلا بالدم..
فإذا سألوك: ألا يمكن أن تتنازل عن قانونك هذه المرة؟
قلت: لا..
فإذا سألوك: لم؟
قلت: لأني عادل.
فإذا سألوك: فلم عاقبت من لم يستحق العقوبة إذن؟
قلت: لأني رحيم.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 577