بعد أن قرأ علي الكاظم هذه النصوص المقدسة وغيرها سألته: ما السر في ترديد كتابكم المقدس لهذه المعاني مع أنها ملاحظة بالعين.. معروفة بالبديهة.. فكلنا رأى الجبال والأنهار والبحار.. وكلنا تنعم بشرب الماء، واستنشاق الهواء، وأكل الطعام؟
قال: إن القرآن ينقلنا بما يذكره من نعم الله من تناولها من يد نفوسنا أو يد أهوائنا أو يد الطبيعة العمياء لتنتاولها من يد الله مبدعها وصانعها والمان بها على عباده.
وبذلك يضعنا القرآن بين يدي الحقيقة.. فلا يتحرر الإنسان ولا يتنعم بغير الحقيقة..
ولهذا، فإن هناك فرقا كبيرا بين نظرة المؤمن للأشياء ونظرة الغافل الجاحد لها.. فالمؤمن نسب النعم لأصحابها، وتنعم بتلك النسبة.. أما الجاحد فهو في تخرصاته وكبريائه وتيهه عن الحق لا يستشعر شيئا من اللذة التي يستشعرها المؤمن وهو يتناول الأشياء من يد الله، قال تعالى:P أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ O (يونس:66)
وقال عن الذين اتخذوا من دونه أولياء:P قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ O (الرعد:16)