قال: ألا ترى أن هناك فرقا عظيما بين التعبيرين.. القرآن
يعبر عن الحقائق بشكل قوانين شاملة لا يمكن أن تخترق.. هو يذكر أن السموات والأرض
كانت مجتمعة، ثم تفرقت، وهو نفس ما يقول العلم[1].. وهو يذكر أن الماء هو مادة أساسية للحياة في جميع
الأشياء.. وهو نفس ما يقول العلم..
بينما التوراة قد تضم نفس الحقائق.. ولكنها تعبر عنها
بطريقة خرافية.. هي أقرب إلى تعبير العجائز منها إلى تعبير الله.
سكت قليلا، ثم قال: ألا تلاحظ فرقا أساسيا.. قد لا تشعر به،
وقد لا يشعر به كثير من الناس؟
قلت: ما هو؟
قال: في التوراة نجد حديث غائب.. فهي تقول:( ورأى الله
النورأ حسن.وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها
ليلا ).. بينما يقول القرآن:{ فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا }
ألا تعلم أنه لا يمكن لبشر أن ينسب لنفسه مثل هذا الكلام..
إنه كلام عظيم تنهد له الجبال.. ولكن القرآن يمتلئ به.. اسمع فقط بعض ما ورد من
مادة (خلق) منسوبا إلى الله بنون التعظيم: