قلت: لا.. لقد نص القرآن على خلاف هذا.. فقد ورد فيه:{ اللَّهُ لا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا
بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ
بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
(البقرة:255)
قال: لقد ورد في كتبنا:( يا رب حتى متى أدعو وأنت لا
تسمع؟)(حبقوق 1: 2)، فهل في القرآن ما يوافق هذا؟
قلت: لا.. لقد ورد فيه الإخبار عن سماع الله المطلق.. لقد
ورد فيه:{ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ
وَأَخْفَى}(طـه:7)، وفيه:{ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ
اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ
الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}(آل
عمران:181)
قال: لقد ورد في كتبنا:( يا رب الجنود الى متى أنت لا ترحم
أورشليم (زكريا1:12)، وفيها:( هل إلى الدهور يرفض الرب ولا يعود للرضا بعد؟ هل
انتهت الى الأبد رحمته؟ هل نسي الله رأفة أو نقص برجزه مراحمه)(مزمور 77: 7)،
وفيها:( بادت ثقتي ورجائي من الرب ) (مراثي 3: 18).. فهل في القرآن ما يتفق مع
هذا؟
قلت: لا.. القرآن يمتلئ بذكر رحمة الله بعباده.. بل إن أول
سورة منه تبدأ بالرحمة الإلهية.. { بسم الله الرحمن الرحيم (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}(الفاتحة)
قال: القرآن كله حديث عن الرحمة الإلهية.. لقد قارنت بين
القرآن والكتاب المقدس في هذا.. فلم أجد في جميع كتبنا نصوصا كهذه النصوص..:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
}(الزمر: 53).. { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ
الرَّحِيمُ}(البقرة:163).. { قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ
لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }(الأنعام: 12).. { وَإِذَا جَاءَكَ
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ