responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 142

والتوراة تخلو من حديث الشاهد، وتقول إن العزيز حمى غضبه على يوسف بعد سماع المرأة، بينما القرآن يذكر شهادة الشاهد كما يذكر اقتناع العزيز بتلك الشهادة ولومه لامرأته وتذكيرها بخطئها، وتثبيت يوسف على العفة والطهارة.

والتوراة تخلو من حديث النسوة اللاتى لُمْنَ امرأة العزيز على مراودتها فتاها عن نفسه، وهى فجوة هائلة فى نص التوراة، بينما يذكر القرآن حديث النسوة بالتفصيل كما يذكر موقف امرأة العزيز منهن ودعوتها إياهن ملتمسة أعذارها لديهن ومصرة على أن ينفذ رغبتها.

فالحادثة من حيث الأصل يتفق عليها القرآن والتوراة، ولكنهما من حيث التفاصيل يختلفان كثيرا، فالقرآن قدم للقصة خدمتين جليلتين، أولاهما أنه أورد جديداً مهما لم تذكره التوراة مع كونه يصب في إبراز عفاف يوسف، وهو حديث النسوة وموقف المرأة منهن، وشهادة الشاهد الذى هو من أهل امرأة العزيز.

بالإضافة إلى ذلك، فإن القرآن خالف التوراة في مشهدين من مشاهد القصة أولهما أن يوسف لم يترك ثوبه لدى المرأة، بل كان لابساً إياه، ولكنه قطع من الخلف، والثاني غياب يوسف حين حضر العزيز، وإسقاطها دفاعه عن نفسه.

قلت: فخلاف القرآن للتوراة في هذا مع كون التوراة هي المصدر السابق للقرآن يدل على أن الحق مع التوراة لا مع القرآن.. أليس كذلك؟

قال: ليس بهذه السهولة يمكن الحكم على الأشياء.. دعنا نتصور الحادثة، ثم نحكم عليها انطلاقا من كون يوسف عفيفا.. وهو ما اتفق عليه القرآن والتوراة.

أيهما ـ في رأيك ـ يبرز عفته أكثر: أن يترك يوسف ثوبه كله لدى المرأة، ويهرب، كما تقول التوراة، أو أنه لم يترك الثوب، بل أمسكته المرأة من الخلف، ولما لم يتوقف يوسف اقتطعت قطعة منه، وبقيت ظاهرة فى ثوبه؟

أجبني أى الروايتين أليق بعفة يوسف المتفق عليها بين المصدرين: أن يترك ثوبه كله، أو أن

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست