قلت: فما الحفظ؟
قال: أن لا يصلك كتاب ربك إلا من الأيدي الطاهرة..
قلت: ولكني لا يمكنني أن أمنعه من الأيدي النجسة.
قال: لا تمنعه منها.. ولكن امنعها من الانفراد به.
قلت: لم؟
قال: لئلا تنجسه.
قلت: لم أفهم سر ذلك.
قال: أرأيت لو انفرد اللصوص والمجرمون ببنك من البنوك.. ولم يكن معهم رقيب ولا حفيظ.. هل سيتركونه سليما معافى؟
قلت: بل سيسطون عليه لا محالة.
قال: فهذه أموال لا تضر ولا تنفع.. احتاجت كل أولئك الحفظة.. فكيف بالكلمات المقدسة التي تفسر حقيقة الوجود، ومصير الوجود؟
قلت: فهمت هذا، فما الربانية؟
قال: لن يكون الكلام مقدسا حتى يكون ربانيا.
قلت: فما الحق؟
قال: هل ترى في الكون أي عبث أو شيء لا قيمة له؟
قلت: لا.. ليس في مخلوقات ربك عبث.
قال: وليس في كلام ربك عبث ولا لغو ولا باطل.
قلت: فما الحقيقة؟
قال: هي الصدق الذي لا يحتاج برهانا.
قلت: فما العقلانية؟