سكت قليلا، ثم قال: لاشك أنك تحفظ نص قانون الإيمان
المسيحي.
قلت: أجل.. وكيف لا أحفظه؟
قال: اقرأ علي.
رحت أقرأ عليه.. نؤمن بإله واحد،وأب ضابط الكل، خالق
السماوات والأرض، كل ما يرى ولا يرى، وبرب واحد، يسوع المسيح ابن الله الوحيد،
المولود من الأب قبل كل الدهور، نور من نور إله، حق من إله حق، مولود غير مخلوق،
مساوٍ للأب في الجوهر الذي به كان كل شيء، الذي من أصلنا نحن البشر، ومن أجل خلاص
نفوسنا نـزل من السماء، وتجسد من الروح القدس، ومن مريم العذراء، وتأنّس (صار
إنساناً) وصلب في عهد (بيلاطس) النبطي، وتألم، وقبر، وقام من بين الأموات في اليوم
الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الأب، وأيضاً أتى في مجده
ليدين الأحياء والأموات، الذي ليس لملكه انقضاء )
ابتسم، وقال: حتى هذا القانون له مصدر خارجي من عقيدة
الهنود القدماء في الشمس، يقول (مافير) في كتابه المطبوع عام 1895م والذي ترجمه
إلى العربية (نخلة شفوات) عام 1913م:( لقد ذكر في الكتب الهندية القديمة التي ترجمت
إلى الإنكليزية شارحة عقيدة الهنود القدماء ما نصه:( نؤمن بسافستري( أي الشمس )
إله واحد ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، وبابنه الوحيد آتي (أي النار) نور من
نور، مولود غير مخلوق، تجسد من فايو (أي الروح) في بطن مايا (أي العذراء)، ونؤمن(
بفايو )الروح الحي، المنبثق من الأب والابن الذي هو مع الأب والابن يسجد له ويمجد)
فالثالوث الهندي القديم هو: سافستري التي تمثل الشمس،
والتي تمثل للمسيحيين الآب السماوي، وآتي: أي الابن، وهو النار المنبثقة من الشمس،
وهو المسيح بالنسبة للمسيحيين، وفايو، وهو نفخة الهواء أو الروح القدس عند
المسيحيين.