فتح الكتاب المقدس.. وقال: اسمع ما ورد في أول سورة من
إنجيل متى.
راح يقرأ:( كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم.
2 ابراهيم ولد اسحق. واسحق ولد يعقوب. ويعقوب ولد يهوذا واخوته. 3 ويهوذا ولد فارص
وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون. وحصرون ولد ارام. 4 وارام ولد عميناداب.
وعميناداب ولد نحشون. ونحشون ولد سلمون. 5 وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد
عوبيد من راعوث. وعوبيد ولد يسى. 6 ويسى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان
من التي لأوريا.. )
وهكذا يستمر ذكر النسب الطويل، ومعه الأسماء الكثيرة.
قلت: ولكن القرآن ذكر كثيرا من الأسماء في موضع واحد ألم
تقرأ ما ورد في سورة الأنعام ـ مثلا ـ:{ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى
قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ
قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى
وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى
وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ
وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ
آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ
إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }(الأنعام:83 ـ 87)
قال: فرق كبير بين النصين.. إن القرآن لا يذكر هنا إلا
أسماء محترمة لأنبياء كرام سبق له أن ذكر فضائلهم.. يذكرهم في موكب واحد ليملأ
القلوب بمحبتهم.
قلت: ومثل ذلك يفعل الكتاب المقدس.. إن كل اسم يمثل قصة من
قصص الكتاب المقدس.
قال: وبماذا يذكر الاسم.. بماذا يذكر قول متى في إنجيله
عند ذكر نسب المسيح:( وداود الملك ولد سليمان من التي لأوريا )(متى:1/6).. ما
فائدة ذكر زوجة أوريا هنا مع أنه لم يذكر زوجات السابقين.. أنت تعلم ذلك.. إن زوجة
أوريا تمثل جريمة من أخطر الجرائم.. فهل ذكرها