الفلسطينيين. فصعد واخبر اباه وامه وقال قد رأيت امرأة في
تمنة من بنات الفلسطينيين فالآن خذاها لي امرأة. فقال له ابوه وامه: أليس في بنات
اخوتك وفي كل شعبي امرأة حتى انك ذاهب لتأخذ امرأة من الفلسطينيين الغلف. فقال
شمشون لابيه اياها خذ لي لانها حسنت في عينيّ )(القضاة:14/1-3)
هكذا تبدأ قصص كثيرة من الكتاب المقدس.. باتخاذ امرأة ولا
يهم أن تكون زوجة، أو زانية.
ويعلل الكتاب المقدس سر ذلك الاختيار، فيقول:( ولم يعلم
ابوه وامه أن ذلك من الرب لانه كان يطلب علّة على الفلسطينيين. وفي ذلك الوقت كان
الفلسطينيون متسلطين على اسرائيل ) (القضاة:14/4)
إذن كان الرب يلتمس الأسباب ليصب لعنة من لعناته على
الفلسطينيين، فكيف رتب هذه الأسباب..
اسمع هذا التدبير العجيب الذي رتبه الرب ليقضي على جمع من
جموع الفلسطينيين:( فنزل شمشون وابوه وامه الى تمنة وأتوا الى كروم تمنة. واذا
بشبل اسد يزمجر للقائه. فحلّ عليه روح الرب فشقه كشق الجدي وليس في يده شيء. ولم
يخبر اباه وامه بما فعل. فنزل وكلم المرأة فحسنت في عيني شمشون. ولما رجع بعد ايام
لكي ياخذها مال لكي يرى رمّة الاسد واذا دبر من النحل في جوف الاسد مع عسل. فاشتار
منه على كفيه وكان يمشي وياكل وذهب الى ابيه وامه واعطاهما فأكلا ولم يخبرهما انه
من جوف الاسد اشتار العسل ) (القضاة:14/5-10)
من هنا تبدأ البطولة.. لقد شق شمشون الأسد نصفين كما يشق
الجدي، ثم عاد بعد أن امتلأ نحلا ليأكل من عسل النحل.. لست أدري هل يمكن هذا.. هل
يمكن للجيف أن تصبح محلا لخلايا النحل.. وهل يمكن للنحل أن يوفر كل تلك الكمية من
العسل، والتي جعلته يأكله هو وأهله.
لست أدري مدى صدق كل هذا.. ومدى عقلانيته.. ولكنه هكذا قال
الكتاب المقدس،