قلت: أجل.. فهذا مخالف للعلم
الثابت، ذلك لأن الشمس لا تغرب في عين ..
ابتسم، وقال: لقد ذكرتني بحادثة قبل سنوات ترتبط بهذا.
قلت: ما الذي حصل؟
قال: لقد تقدم أحدهم لينال تلك الجائزة بسبب هذا الاكتشاف
العظيم.. ولكنه ما إن كاد ينال ما طلبه حتى شعرت بصوته يتغير.. ونبراته ترتجف.. ثم
بكى.. وصاح: لا أريدها.. خذوها أنتم.. خذوها أنتم.. لا يمكن لهذه الجائزة أن
يأخذها أحد من الناس.. ثم خرج.. ومن ذلك اليوم لم أره.
قلت: لم أفهم القصة.. وما علاقتها بهذا؟
قال: لقد بحثت في السبب الذي جعله يقول هذا.. فوجدته سببا
معقولا.. إن الرجل كان صادقا.. ولكنه في نفس الوقت كان محتاجا.. فأراد أن يضحي
بصدقه من أجل حاجته، ولكن الله وقاه من ذلك.. لقد أنجاه صدقه.
قلت: دعنا من حديث الرجل.. واذكر لنا ما وجدت أنت.
قال: أنت تعرف القرآن.. هو لا يهتم بالتفاصيل.. فلهذا لم
يذكر لنا اسم المكان الذي ذهب إليه ذو القرنين، واكتفى من ذلك بوصفه بصفات قد تدل
عليه، أو على الأقل تعرف بطبيعة المنطقة التي ذهب إليها.
قلت: لم أفهم.
قال: ألم يكن الناس.. ولعلهم لا زالوا يستدلون بالنجوم.
قلت: أجل.. وقد أشار القرآن إلى هذا في قوله:{ وَعَلامَاتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل:16)
قال: فهل ترى النجم ينزل إلى الأرض ليصبح لافتة تدل على
المكان، أو إشارة مرور تدل