قال: أين.. أخبرني لتنال جائزتك.. وإياك ان تسخر مني كما
سخر غيرك.
قلت: لقد ذكر القرآن أن وزير فرعون يقال له (هامان).. اسمع
ما يقول القرآن:{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ
يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي
يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى
إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (القصص:38)، واسمع:{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ
يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ) (غافر:36)
قال: وما في ذلك؟.. هل ترى عجبا في كون اسمه هامان؟
قلت: أجل.. هامان المذكور في القرآن في ستة مواضع مختلفة
كأحد المقربين إلى فرعون ليس له وجود إلا في آيات القرآن.. ذلك أن التوراة لم تذكر
أن هامان كان في حياة موسى على الإطلاق.. هي لم تذكر إلا هامان الذي كان وزيراً
وخليلا لأحشوريش ملك الفرس الذي يدعوه اليونان زركيس، أفليس هذا خطأ تاريخيا
عظيما؟
ابتسم، وقال: ومن قال لنا بأن التوارة استوعبت كل ما يتعلق
بفرعون.. ألم يضف القرآن الكثير من المعلومات التي أغفل الكتاب المقدس ذكرها؟
ثم إن هذه الآيات تليت على اليهود في زمن محمد، وكان فيهم
العلماء والأحبار فلم ينكر أحد منهم هذا الأمر.
ثم من من أخبرك بأن هامان كان وزيراً لفرعون؟
قلت: القرآن يقول ذلك.
قال: وفرعون.. هل كان اسم شخص.. أم كان لقبا للحاكم؟
قلت: بل كان لقبا للحاكم..
قال: فقد يكون هامان كذلك لقبا لا اسما.
سكت قليلا، ثم قال: لقد ذكرتني برجل جاءني ذات مرة بنفس ما
طرحته من الشبهة، وكان غرضه تلك الجائزة.