ذهب إلى الخزانة، وأخرج كتابا، وقال: لقد أجاب محمد عن هذه
الشبهة، وأرى أن ما في إجابته كاف عن كل ما قيل.. اسمع..
راح يقرأ: روى أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن
المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى أهل نجران - وكانوا نصارى - فقالوا: أرأيت ما تقرؤون:
يا أخت هارون؟ وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ يعترضون على المغيرة.. قال: فرجعت فذكرت
ذلك لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:( ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين
قبلهم؟)
قلت: لدي شبهة أخرى لست أدري مدى صحتها.
قال بنوع من التثاقل: ما هي.. أرجو أن لا تكون مثل
أخواتها.
قلت: لقد ذكر القرآن أن السامري هو الذي أضل بني إسرائيل،
فقد جاء في الآية:{ قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ
السَّامِرِيُّ }(طه:85) مع أن السامريين لم يجيئوا إلا بعد سبي بابل كما في سفر (1
ملوك 16: 24)
بالإضافة إلى ذلك، فإن مدينة السامرة المنسوب إليها
السامري لم تكن موجودة آنذاك، بل هي بعد موسى بمئات السنين.
قال: وهل ذكر القرآن أن السامري من مدينة السامرة؟
قلت: لا.. ولكن النسبة إليها تكفي.
قال: ومن قال بأن ما ذكره القرآن نسبة وليست اسما؟
سكت، فقال: هل لديك إثبات بأن هذا الاسم لم يعرف إلا بعد
بناء السامرة؟
قلت: ليس لدي هذا الإثبات.
قال: وأنا لدي إثبات بأن هذا الاسم عرف قبل بناء المدينة،
فقد اشترى عمري أحد ملوك بني إسرائيل مكان هذه المدينة بوزنتين من الفضة من شخص
اسمه سامر، ولم يكن اسمها معروفا، وقد سماها الملك: السامرة، باسم من اشتراها منه،
ثم جعلها عاصمة مملكة إسرائيل.