المقدس.. ولو كان الأمر يتعلق بالزوجين.. لأن هذه من
الخصوصيات التي لا تحتاج تعليمات إلهية تبين كيفيتها.
بالإضافة إلى هذا، فإن القرآن يرفع من هذه المباشرة
ليملأها بالمعاني الإنسانية الرفيعة، فيعتبر المرأة لباسا للرجل، والرجل لباس
للمرأة.. واللباس لا يوحي إلا بالستر والصيانة والأدب..
لا كما رأينا في الكتاب المقدس من الحديث عن العري..
لقد بحثت في هذا.. بحثت في النصوص التي تتحدث عن العري،
فرأيتها لا تقل عن النصوص التي تتحدث عن الأثداء.. ففي (سفر حزقيال: 16 / 35 ):(
لِذَلِكَ اسْمَعِي أَيَّتُهَا الزَّانِيَةُ قَضَاءَ الرَّبِّ: مِنْ حَيْثُ أَنَّكِ
أَنْفَقْتِ مَالَكِ وَكَشَفْتِ عَنْ عُرْيِكِ فِي فَوَاحِشِكِ لِعُشَّاقِكِ.. هَا
أَنَا أَحْشِدُ جَمِيعَ عُشَّاقِكِ الَّذِينَ تَلَذَّذْتِ بِهِمْ، وَجَمِيعَ محبيك
مَعَ كُلِّ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ فَأَجْمَعُهُمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ
نَاحِيَةٍ، وَأَكْشِفُ عورتك لهم لينظروا كل عورتك.. وَأُسَلِّمُكِ لأَيْدِيهِمْ
فَيَهْدِمُونَ قبتك وَمُرْتَفَعَةَ نُصُبِكِ، وَينزعون عنك ثيابك وَيَسْتَوْلُونَ
عَلَى جَوَاهِرِ زِينَتِكِ وَيَتْرُكُونَكِ عريانة وعارية )
ومن النصوص التي تجعل الله بكشف العورات ما جاء في سفر (
إشعيا: 3: 16):( وَيَقُولُ الرَّبُّ: لأَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ مُتَغَطْرِسَاتٌ،
يَمْشِينَ بِأَعْنَاقٍ مُشْرَئِبَّةٍ مُتَغَزِّلاَتٍ بِعُيُونِهِنَّ،
مُتَخَطِّرَاتٍ فِي سَيْرِهِنَّ، مُجَلْجِلاَتٍ بِخَلاَخِيلِ أَقْدَامِهِنَّ.
سَيُصِيبُهُنَّ الرَّبُّ بِالصَّلَعِ، وَيُعَرِّي عَوْرَاتِهِنَّ )
بل إن النصوص المقدسة لا تكتفي بذكر العري المرتبط
بالزانيات، بل تتعداهن، فتذكر عري الأنبياء.. بل تغرم بذكر هذا:
لقد ذكرت عن نوح:( وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما. وشرب
من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه )(تكوين 9: 20)
وذكرت عن داود:( ورجع داود ليبارك بيته فخرجت ميكال بنت
شاول لاستقبال داود وقالت: ما كان أكرم ملك اسرائيل اليوم حيث تكشّف اليوم في أعين
إماء عبيده كما يتكشّف احد السفهاء )( صموئيل الثاني: 6: 20)