حدها المؤذي.. إنها تضع الضوابط التي تقي هذه العملية من
كل شذوذ.
قارن هذه النصوص التي تمتلئ بالأدب بما ورد في كتابنا
المقدس..
لقد ورد في سفر حزقيال هذه العبارة المملوءة بالبذاءة:(
وعشقت معشوقيهم الذين لحمهــم كلحــم الحمير ومنيهم كمني الخيـل )(حزقيال: 23: 20
)
قلت: أجل.. هذه عبارة لا تصلح.. وهي تحتاج إلى تغيير
ترجمتها.
قال: أتعلم ـ حضرة الحبر ـ أن هذه العبارة هي أصلح
العبارات المهذبة؟
قلت: كيف ذلك؟.. ألم تذكر لي أنها عبارة لا تصلح في الكتاب
المقدس؟
قال: هي عبارة مهذبة مقارنة بالعبارة الأصلية التي وردت في
الكتاب المقدس المكتوب بالإنجليزية.. والتي منها ترجم إلى العربية، فقد وردت هذه
العبارة في الأصل الإنجليزي بطبعة New World هكذا:( ولقد دفع بك شبق العاهرات
بائعات إلي أعضاء الذكورة للأجانب الشبيهة بأعضاء الذكور لدى الحمير التي تنزل
منياً كمني الخيول )
شعرت ببعض الغثاء، فلاحظ علي ذلك، فقال: نحن نشعر بذلك جميعا..
فلماذا لا نضع حدا لمثل هذا الكلام.. إنه كلام يتناقض مع الذوق العام.. تصور لو أن
رجلا أراد أن يربي أولاده، ففتح الكتاب المقدس على هذا الموضع ماذا عساه يقرأ لهم.
سكت قليلا، ثم قال: إن السلطات في كثير من دول العالم تحظر
طبع ونشر بعض الكتب لورود الكلام الفاحش الخارج عن الذوق العام فيها، وهو أقل
فحشاً من مثل هذا الكلام المطبوع المنشور على صفحات الكتاب المقدس.. فكيف نرضى
إبقاءه.. بل كيف نجعله مواعظ نعظ بها الناس؟
هل ترى أن نسلم الكتاب المقدس لهؤلاء الذين ملأت الشوارع
نفوسهم شهوات ونزوات حيوانية ليتخلصوا بالكتاب المقدس من تلك النزوات؟
ألا نخاف على هؤلاء أن يجعلوا من الكتاب المقدس كتابا يمد
شهوات بالغرائز الحيوانية