لقد قرأت القرآن من أوله إلى آخره.. فلم أجد فيه شتيمة
واحدة.. حتى أولئك الذين امتلأوا عداوة له.. لم يخاطبهم القرآن إلا بالرحمة
والمودة.. بل نهى عن سبهم.. أنا أقرأ في القرآن:{ وَلا تَسُبُّوا
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ
عِلْمٍ } (الأنعام: 108)
اسمعوا يا قوم هذه الكلمات الفائضة من بحار الحقيقة.. هذه
هي كلمات الإله.. إنه ينهى عن سب أعدائه، بل يبين عذرهم.. هذا هو الإله الذي
نعرفه.. وهذه هي كلماته.. فيستحيل على كلمات الله أن تختلف عن صفات الله..
قال ذلك، ثم خرج من المعمل، وهو يقول: وداعا أيها الرفاق..
وأرجوا أن تتأملوا الحقائق بكل موضوعية لتظفروا بالأشعة التي ظفرت بها..
خرج الرجل الذي شيعه العمال، وفي عيونهم دموع لا يملكون
حبسها، وفي وجوههم علامات استفهام كثيرة لم أستطع أ ن أجيب عنها.
في مساء ذلك اليوم.. وبعد أن سمع أخي بالحادث.. جمع العمال
في المساء.. وألقى عليهم محاضرة في الرموز التي تحويها شتائم الكتاب المقدس.. لقد
تحولت في أذهانهم شتائم مقدسة لا يمكن لها أن تحجبهم عن المسيح، ولا عن كنيسة
المسيح.
وفي ذلك المساء.. ومن خلال تلك المحاضرة دب إلي بصيص جديد
من النور الذي اهتديت به بعد ذلك إلى أشعة شمس محمد.
مددت يدي في ذلك المساء إلى محفظتي لأستخرج بعض ما أحتاجه
منها، فامتدت يدي إلى الورقة التي سلمها لي صاحبك، فعدت أقرأ فيها..
لقد أيقنت حينها أن هذا السور الثامن من أسوار الكلمات
المقدسة لم يتحقق به أي كتاب في الدنيا غير القرآن الكريم.