ولكني وجدت في كتاب المسلمين المقدس نموذجا صالحا للكتاب
الذي يقرر قضايا الإيمان تقريرا منسجما مع الأهداف التربوية.
لم أكن أتصور أن يحدثني أحد في هذه المدرسة عن القرآن..
ولكن الله شاء أن أسمع هذا.. وأسمع معه مقارنة جديدة بين القرآن والكتاب المقدس
لأتعرض لبصيص جديد يقربني إلى محمد a.
فتح الرجل شهيتي للحديث، فقلت: وهل تتصور أن كتاب المسلمين
كتاب ينسجم مع القواعد التربوية في تشكيل الشخصية السوية؟
قال: أجل.. لقد رأيته يركز على الإيمان.. بل ليس هناك كتاب
في الدنيا يتحدث عن الإيمان كما يتحدث عنه القرآن.. إن كل صفحة من صفحاته، بل كل
آية من آياته تعرف بالله، وتحبب العباد فيه.. حتى ما ارتبط منها بالقصص المحض، أو
الأحكام المحضة:
اسمع في القصص مثلا، وقارن بين قصة يوسف كما هي في كتابنا
المقدس، وبين قصة يوسف في القرآن، ولنقتصر منها على الفترة التي سجن فيها يوسف.
لقد وضع الكتاب المقدس إصحاحا كاملا لذلك.. فاسمع له
لتقارن بينه وبين ما ورد في القرآن من نفس القصة..
أخرج الكتاب المقدس من محفظته، وراح يقرأ (تكوين:
40/1-23):( وحدث بعد هذه الامور أن ساقي ملك مصر والخباز اذنبا الى سيدهما ملك
مصر. فسخط فرعون على خصيّيه رئيس السقاة ورئيس الخبازين. فوضعهما في حبس بيت رئيس
الشرط في بيت السجن المكان الذي كان يوسف محبوسا فيه. فاقام رئيس الشرط يوسف عندهما
فخدمهما. وكانا اياما في الحبس وحلما كلاهما حلما في ليلة واحدة كل واحد حلمه كل
واحد بحسب تعبير حلمه. ساقي ملك مصر وخبازه المحبوسان في بيت السجن. فدخل يوسف
اليهما في الصباح ونظرهما واذا هما مغتمّان. فسأل خصيّي فرعون اللذين معه في حبس
بيت سيده قائلا لماذا وجهاكما مكمّدان اليوم.