ولا تجد تعابير مثل هذه التعابير التي قالها بعض
المتقعرين:( دنها، فإذا همت تأتدن، فلا تخلها تمرخد، وقبل أن تقفعل، فإذا ائتدنت
فامسحها بخرقة غير وكيلة، ولا جشيّة، ثم امعسها معساً رقيقاً، ثم سن شفرتك، وأمهها
فإذا رأيت عليها مثل الهبوة فسن رأس الأزميل )[1]
ولا تجد القرآن واقعيا يعبر بالألفاظ السوقية التي يأبى
معانيها، فلا تجد فيه كلمة المرباع التي تعني ربع الغنيمة إلى الذي كان يأخذه
الرئيس في الجاهلية، ولا تجد النشيطة وهي ما أصاب الرئيس قبل أن يصير إلى القوم،
أو ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل بلوغ الموضع المقصود، ولا تجد المكس، وهو دراهم
كانت تؤخذ من بائعي السلع في الأسواق الجاهلية، ولا تجد قولهم للملوك:( أبيت اللعن
) وغير ذلك مما اتفق على التعبير به المجتمعات الجاهلية التي عاش بينها محمد.
قلت: فالقرآن يتخير ألفاظه اختيارا إذن؟
قال: أجل.. وسأذكر لك بعض الأمثلة التي تقرب لك هذا[2]:
[1] رواه القالي في أماليه لأبي محلم
الشيباني في أواخر القرن الثاني من كتاب إلى بعض الحذائين في نعل.
[2] انظر في هذا ما كتب في الإعجاز البياني
في القرآن الكريم، وهي كثيرة، ومن الكتب المعاصرة الميسرة:
1.
خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية
للدكتور عبد العظيم المطعني. حصل من خلالها على مرتبة الدكتوراه مع مرتبة الشرف
الأولى من كلية اللغة العربية / الأزهر سنة1974م. وهي مطبوعة في مجلدين سنة 1992م
مكتبة وهبة / مصر.
2.
سر الإعجاز في تنوع الصيغ المشتقة من
أصل لغوي واحد في القرآن للدكتور عودة الله منيع القيسي. وحصل بها على درجة
الدكتوراة من كلية الآداب الجامعة الأردنية. ونشرتها دار البشير في عمان سنة
1996م.
3.
الترادف والاشتراك والتضاد في القرآن
لمحمد نور الدين المنجد. وحصل بها على شهادة الماجستير من جامعة دمشق بتقدير ممتاز
. طبعته دار الفكر سنة 1999م.
4.
إعجاز القرآن الكريم البياني ودلائل
مصدره الرباني، د. صلاح الخالدي، دار عمار، عمان، ط2، 2004م.
5.
بلاغة الكلمة في التعبير القرآني، د.
فاضل السامرائي، دار عمار، عمان، ط2، 2001م.
6.
التعبير القرآني، د. فاضل السامرائي،
دار عمار، عمان، ط2، 2002م.
7.
لمسات بيانية في نصوص التنزيل، د. فاضل
السامرائي، دار عمار، عمان، ط2، 2001م.