والخبر معرفتان ودلالتهما على الحصر.. فقد استغني
بتعريفهما ودلالتهما على الحصر عن تعريف (أحد)
فجاء لفظ (أحد) نكرة على أصله.. لأن الأصل في الكلمة هو
التنكير.. فهو نكرة ويعرب خبرا ثانيا.
كما أن لفظ (أحد) جاء على التنكير للتعظيم والتفخيم
والتشريف، وللإشارة إلى أن الله تعالى فرد أحد لا يمكن تعريف كيفيته ولا الإحاطة
به سبحانه وتعالى.
أما (الصمد)، فقد جاء معرفة في الآية الثانية لأن (الله
الصمد) مبتدأ وخبر.. وجاءا معرفتين ليطابقا (هو الله ) في الآية الأولى.. وقد جاء
تعريف (الله الصمد) ليدل على الحصر أيضاً.
فقوله (هو الله أحد) يدل على الحصر لتعريف المبتدأ
والخبر.. أي أن الأحدية محصورة بالله.
وقوله (الله الصمد) يدل على الحصر أيضا لتعريف المبتدأ
والخبر.. وذلك ليدل على أن الصمدانية محصورة بالله.
سكت قليلا، ثم قال: أتدري الفرق بين تعبير القرآن عن
السلام ليحي والسلام للمسيح؟
قلت: أجل.. أعرف ذلك.. فقد جاء السلام على يحي منكرا:{ يَا يَحْيَى خُذِ
الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا(12)وَحَنَانًا مِنْ
لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا(13)وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ
جَبَّارًا عَصِيًّا(14)وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ
وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا(15)(مريم)
بينما جاء على المسيح معرفا:{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ
اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30)وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا
أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ
حَيًّا(31)وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا
شَقِيًّا(32)وَالسَّلَامُ عَليَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ
أُبْعَثُ حَيًّا(33)(مريم)