لأن يكون مثل القرآن.. نعم، القرآن ـ كما يدعي محمد ـ هو
كلام الله.. وكل ما فيه كلام الله.. ولكن الإنجيل لا يعني ذلك.. إن كلمة إنجيل ـ
وهي كلمة ليست عربية ـ تعني البشارة، أي أن الإنجيل هو البشارة بيسوع المسيح، وهذه
البشارة تتضمنها هذه الأناجيل التي بين أيدينا.
قال: لقد بحثت في هذه المسألة.. وطالعت الكتاب المقدس بدقة
لأعرف حقيقة الإنجيل.. فوجدت ما ذكرته لك.. اسمع من إنجيل مرقس نفسه ما الذي ورد
فيه.
قلب بعض الصفحات، وقرأ:( ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت
الله.فتوبوا وآمنوا بالانجيل ) (مرقس:1 /15)
المسيح يدعوهم هنا إلى الإيمان بالإنجيل.. أي إنجيل يقصد..
هل يقصد حياته، أم أقواله؟
قلب صفحات أخرى، وقرأ:( الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا
الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها )( مرقس:14 /9) هو هنا
يشير إلى شيء معروف يسميه الإنجيل.
ثم قرأ:( وقال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا
بالانجيل للخليقة كلها)( مرقس:.16 /15)
قلت: لا أرى أن هذه النصوص تتعارض مع ما ذكرت لك.. فالمسيح
يأمرهم بالتبشير بظهوره وأقواله.
قال: ولكن كيف يقول: (توبوا وآمنوا بالانجيل)، والإنجيل لم
يكتمل بعد؟.. ألا ترى أن أهم أبواب الإنجيل عندنا هي صلب المسيح وقيامته؟
سكت، فقال: ومع ذلك.. سأقرأ لك من مرقس نفسه ما ينفي ما
ذكرت.. اسمع.. قال مرقس:( فأجاب يسوع وقال: الحق أقول لكم ليس احد ترك بيتا او
اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا لاجلي ولاجل الإنجيل
)(مرقس: 10/ 29)
ألا ترى المسيح يفرق بين نفسه وبين الإنجيل.. ألا يدلك هذا
على أنه كان هناك إنجيل بالفعل في زمن المسيح؟