responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 506

مثالا على ذلك ببيت للشاعر عمر بن أبي ربيعة، اشتهر بالموسيقي في شعره.. وهو البيت الذي ينشد فيه:

قال لي صاحبي ليعلم ما بي أتحب القتول أخت الرباب؟

ثم قال: أنت تسمع وتطرب وتهتز على الموسيقي.. ولكن الموسيقي هنا خارجية صنعها الشاعر بتشطير الكلام في أشطار متساوية، ثم تقفيل كل عبارة تقفيلاً واحداً على الباء الممدودة.

الموسيقي تصل إلى أذنك من خارج العبارة وليس من داخلها، من التقفيلات (القافية)، ومن البحر والوزن.

ثم قارن ذلك بأسلوب القرآن، فقال: أما حينما تتلو:{ وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} (الضحى:2)، فأنت أمام شطرة واحدة.. وهي بالتالي تخلو من التقفية والوزن والتشطير، ومع ذلك، فالموسيقي تقطر من كل حرف فيها، من أين، وكيف؟

هذه هي الموسيقى الداخلية، والموسيقى الباطنة، سر من أسرار المعمار القرآني، لا يشاركه فيه أي تركيب أدبي.

وضرب مثالا آخر على ذلك بما ورد في القرآن حينما يقول:{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(طـه:5) وحينما يتلو كلمات زكريا لربه:{ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً}(مريم:4)، أو كلمة الله لموسى:{ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}(طـه:15) أو كلمة الله وهو يتوعد المجرمين:{ إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى} (طـه:74)

ثم يقول: كل عبارة بنيان موسيقي قائم بذاته تنبع فيه الموسيقي من داخل الكلمات ومن ورائها ومن بينها، بطريقة محيرة لا تدري كيف تتم؟!

وحينما يروي القرآن حكاية موسى بذلك الأسلوب السيمفوني المذهل:{ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 506
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست