قلت: لا أجرؤ أن أقول ذلك.. ولا أجرؤ أن أقر بذلك.. مع أني
أشعر أنه كذلك.
قال: فاذبح توأمك إذن.
قلت: هو أخي.. فكيف تريد مني أن أذبحه؟
قال: اذبح تلك الخيوط التي تربطك به، أو تجعلك أسيرا له.
قلت: ولكنه يموت إن بقي وحده.
قال: ولكن قلبك وعقلك وروحك وسرك يموت إن بقي مرتبطا به.
قلت: فما أعمل؟
قال: أنت الذي تعمل.. وأنت الذي تفكر ماذا تعمل.. وأنا لا
طاقة لأن أرشدك لشيء.. فأنت الذي تبني، وأنت الذي تهدم.
قلت: إن في نفسي من آثار البابا الذي زارنا ما لا يمحى.
قال: فابحث عن الأشعة التي تنمحي بنورها كل الظلمات.
قلت: قد ظفرت بكثير من الأشعة.. لكنها لم تطفئ ظلمتي بعد.
قال: فليصحبك الشوق إلى الأشعة.. فإن الشوق ينير درب
الأشعة.
قلت: أتريد مني أن أبحث أنا عن الأشعة.. لا أن أتركها تبحث
عني؟
قال: كن صادقا في طلبها فقط.. وهي تأتيك، بل تهرول إليك.
جاءت المضيفة.. وأخذته كعادتها.. وتركتني أسير حيرتي.
^^^
التفت الشيخ إلي، وقال: كانت هذه هي رحلتي إلى الكلمات
المقدسة، وقد تعرفت من خلالها على القرآن الكريم.. وعرفت أنه بحد ذاته شمس عظيمة..
كل آية فيه، بل كل كلمة، بل كل