مذهب، لا أرى أنها تنطبق بكل دقة إلا على ما ذكرته من هذه الثقوب.
الفلكي: اذكرهما لي.. أنت تعرف علمي باللغة العربية.
علي: هما في سورة التكوير.. في قوله تعالى:﴿ فَلا أُقْسِمُ
بِالْخُنَّسِ(15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ(16)﴾(التكوير)
الفلكي: أرني الآية في المصحف.
أراه عليا إياها، فراح يتأمل فيها، ويقول بينه وبين نفسه: القسم بالخنس..
هذه الكلمة من فعل (خَنَسَ)، أي اختفى ولذلك سُمِّي الشيطان بـ (الخنَّاس) أي الذي
لا يُرى.. فـ (الخُنّس) هي الأشياء التي لا تُرى أبداً.. وهذا ينطبق تمام الانطباق
على الثقوب السوداء.. بل لأجلها سميت ثقوبا سوداء.
و(الجوارِ) التي هي صفة الخنس مشتقة من الجري.. أي هي التي تجري وتسير بحركة
محددة.. وهذا أيضا وصف صحيح ودقيق للثقوب السوداء.
و(الكُنّس): من فعل (كَنَسَ) وهي تدل على معنيين: أحدهما يدل علي سفر شئ عن
وجه شئ وهو كشفه، والأصل الآخر يدل علي الاستخفاء، فالأول كنس البيت، وهو سفر
التراب عن وجه أرضه، والمكنسه آلة الكنس، والكناسة ما كنس.
والأصل الآخر: الكناس: بيت الظبي، والكانس: الظبي يدخل كناسه.
وقد يكون الكنس جمع كانس (أي قائم بالكنس).. أو مختف من كنس الظبي أي دخل
كناسه وهو بيته الذي يتخذه من أغصان الشجر.. وسمي كذلك لأنه يكنس الرمل حتى يصل
إليه.
فالكنس إذن يدل على الاختفاء، ويدل على القائم بعملية الكنس.
وهذا معنى صحيح.. بل دقيق جدا، فهذه الثقوب تكنس السماء.. تكنس كل ما تمر
به، أو يمر بها.. إنها تجذبه كما تجذب المكنسة الأوساخ.