الفلكي: ليس ذلك فقط.. فهناك أدلة أخرى غير هذا تثبت صدق ما ذكره القرآن من
عدم وجود الفروج في السماء، منها ما عرفناه سابقا من اتساع الكون.. فاتساع الكون
ينفي وجود فراغات فيه.
علي: كيف ذلك؟
الفلكي: لقد ثبت لنا ـ كما عرفنا سابقا ـ أن كوننا دائم الاتساع وأن هذا
الاتساع ناشيء عن تباعد المجرات عنا، وعن بعضها البعض، وبهذا التباعد تتخلق
المادة والطاقة.
علي: لم أفهم.. كيف يكون التباعد وسيلة لتخلق المادة والطاقة؟
الفلكي: أنت تعرف أن كلا من المكان والزمان والمادة والطاقة قد تم خلقه
بعملية الانفجار العظيم، ويتجدد خلقه بتمدد الكون واتساعه، فلايوجد مكان بغير
زمان، ولازمان بغير مكان، ولايوجد مكان وزمان بغير مادة وطاقة.
علي: أعرف ذلك.
الفلكي: انطلاقا من ذلك.. فإن تباعد المجرات يؤدي إلي اتساع أفق الكون
بالنسبة لموقعنا منه، ونحن لانستطيع أن نرى من هذا الموقع ماوراء الأفق.
ومن المفروض أنه باتساع الكون وتباعد الأفق الكوني عنا في كل لحظة أنه يمكن
لنا أن نرى أجراما سماوية جديدة علي حافة ذلك الأفق باستمرار، وأن تختفي عن
رؤيتنا أجرام قديمة، وتخرج عن مجال رؤيتنا.
ولكن أجهزتنا الفلكية الحالية لاتتيح لنا التحقق من ذلك علي الرغم من تطورها
المذهل، وذلك لأن أفق الكون يبتعد عنا بتمدده بسرعات تقترب أحيانا من سرعة الضوء
(نحو92 بالمائة من سرعة الضوء)، وعلي الرغم من ذلك فإنه انطلاقا من وحدة البناء
في الجزء المدرك لنا من السماء، فإننا نعتقد بأن القوانين الحاكمة للكون واحدة
وسارية في كل أجزائه علي الرغم من أن النقطة التي بدأت منها عملية الانفجار العظيم
لم يتم تحديد موقعها بعد، وهي بالتأكيد أبعد