وهذا أول ما يخالف به القرآن الكريم ما ورد في الكتاب المقدس.
والثاني أن القرآن الكريم ذكر أحداثا لم يذكرها الكتاب
المقدس..
وقبل أن نطبق ما ورد في القرآن الكريم على موازين العلم
نطبق ما ورد في الكتاب المقدس:
يمكننا أن نلخص أحداث الخلق التي ذكرت في الإصحاح الأول من
سفر التكوين كما يلي:
في اليوم الأول خلق الله الليل والنهار.. وفي اليوم الثاني
خلق الله السماء.. وفي اليوم الثالث خلق الله البر والبحر والنباتات.. وفي اليوم
الرابع خلق الله الشمس والقمر والنجوم.. وفي اليوم الخامس خلق الله أسماك البحر
والزواحف وطيور السماء.. وفي اليوم السادس خلق الله الحيوانات الأليفة والمفترسة
والإنسان.
من الواضح أن هنالك خلطا كبيرا في ترتيب بعض مراحل خلق
مكونات هذا الكون في النص الوارد في سفر التكوين، منها تقديم خلق الليل والنهار
على خلق الشمس علما بأن ظاهرة اليل والنهار مرتبطة بوجود الشمس، بل إن النص ذاته
قد أشار في أحداث اليوم الرابع إلى هذه الحقيقة فقال:(لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ
السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ)
ومن الأخطاء تقديم خلق النباتات بجميع أنواعها على خلق
الشمس مع العلم بأنه لا يمكن للنباتات بأي حال من الأحوال أن تعيش بدون الطاقة
الشمسية التي تحتاجها في عملية التركيب الضوئي.
ومن الأخطاء أنه افترض أن الأرض موجودة منذ بداية أيام
الخلق، ولم يبين المدة التي استغرقها خلق هذه الأرض الخربة والخالية.
ومن الأخطاء أن الشمس والقمر والنجوم قد تم خلقها في اليوم
الرابع، بينما تم خلق الأرض في اليوم الأول، وهذا ما لا يقبله العقل فلا وجود
للأرض بدون الشمس.