فيهما السماوات هو قوله تعالى:﴿ ثُمَّ اسْتَوَى
إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً
أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ (فصلت:11)، فالأرض لا يمكن
أن تخلق قبل أن تخلق الشمس التي ستدور حولها، والشمس لا يمكن أن تخلق قبل خلق
المجرة التي ستدور حول مركزها، والمجرات ما هي إلا المصابيح التي زين الله بها
السماء الدنيا، كما قال تعالى:﴿ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا
بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ (فصلت: 12)
ويمثل اليومان اللذان خلق الله فيهما الأرض الأولية المدة
الزمنية التي مرت على الأرض منذ أن كانت في حالة الدخان إلى أن أخذت موقعها في
مدار ثابت حول الشمس، وقد كانت على شكل كرة ملساء ملتهبة ذات سطح شبه سائل.
الجيولوجي: لقد كان من الضروري أن تكون مادة
الأرض عند بداية تكونها على شكل سائل أو شبه سائل، وذلك لكي تأخذ الشكل الكروي
الذي هي عليه الآن فالشكل الوحيد الذي تتخذه كتلة من المادة السائلة في الفضاء
الكوني هو الشكل الكروي.
وعند وجود هذه الكتلة السائلة في مجال جاذبية الشمس، فإن
تبعجا سيحدث في شكل هذه الكرة باتجاه قوة الجذب ويمكن إزالة مثل هذا التبعج من
خلال تدوير هذه الكرة بسرعة مناسبة حول محور متعامد مع اتجاه القوة الجاذبة.
علي: لقد أشار القرآن الكريم إلى هذه
الحقيقة أيضا في موضعين، أما أولهما، ففي قوله:﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا
نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ
لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (الرعد:41)
وأما الثاني، ففي قوله:﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
﴾ (النازعـات:30)
الجيولوجي: فإلى متى استمرت هذه المرحلة؟
علي: لقد استمرت الكرة الأرضية على هذا
الحال إلى أن بدأت القشرة الأرضية الصلبة بالتكون بعد أن برد سطحها نتيجة لإشعاع
حرارتها إلى الفضاء الخارجي، ولا زالت مادة