قلت: فكيف أوحيتم لهؤلاء المسلمين إقامته بدلا عنكم؟
قال: نحن لم نوحي لهم بشيء.. هم الذي أوحوا لأنفسهم به.. وقد اتفقت مصالحنا
معهم فيه فقط.
قلت: أنا إلى الآن لم أفهم موضوع المؤتمر.. ولا علاقته بالإسلام، ولا علاقته
بالكنيسة.. ولم أعرف إلى الآن دوري في كل ذلك.
قال: أنت تعلم أن هناك في بلاد المسلمين، وفي بلادنا، من ينعق بأن في
القرآن سبقا علميا في أمور كثيرة.
قلت: أجل.. أسمع بذلك.. ولكني أسمع في نفس الوقت أن من يتولى كبر هذه الدعوة
العلماء والخبراء، لا الفقهاء أو المفسرون.
قال: وهذا مصدر خطر هذه الدعوة.. فكلام الخبراء في هذا المجال أكثر حرمة من
كلام الفقهاء والمفسرين.
ثم ابتسم وقال: وهو في نفس الوقت مصدر راحة لنا ومتعة.
قلت: كيف ذلك؟
قال: هذا المؤتمر دليل على هذه المتعة والراحة.
قلت: لم أفهم قصدك.
قال: أنت تعلم أن كثيرا من الفقهاء والمفسرين لا يقبلون من أحد أن ينافسهم
في التراث المقدس الذي اختصوا فيه.. إنهم يكادون يحتكرونه احتكارا.. فلذلك إذا
رأوا من الخبراء أي بحث في هذا الباب قد يؤلبون عليهم الخصومة، والناس في هذا تبع
للفقهاء، لا للخبراء.
قلت: فهذا المؤتمر يقيمه الفقهاء والمفسرون إذن ليشنوا حربهم على الخبراء
والعلماء الباحثين عن أسرار الإعجاز العلمي في التراث المقدس للمسلمين.