الأيونات الذائبة ،أي أن كل لتر من ماء الأنهار يحتوي على 1/10من الجرم من
المواد الذائبة، وتحمل أغلب أنهار العالم الجزء الأكبر من حمولتها في هيئة معلقات.
وتوجد حمولة القاع على هيئة حمولة متدحرجة أو منزلقة أو منقذفة، ومما لا شك
فيه أن معظم الحمولة سواء كانت معلقة أو حتى الذائبة، بالإضافة إلى حمولة القاع،
مصيرها أن تستقر على القاع بعملية الترسيب، مكونة الرواسب المختلفة التي تتماسك
بعد ترسيبها، وتتكون الصخور الرسوبية.
وتلك الحمولة المستقرة تتحدث عنها الآية الكريمة:﴿ وَأَمَّا مَا
يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾، وهي أنواع:
منها رواسب المكث، ويشير إليها قوله:﴿ وَمِمَّا يُوقِدُونَ
عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ ﴾
فقد وجد أن هناك علاقة حميمة بين الذهب والصخور النارية، حيث يتم تركيز
الذهب بطريقة ميكانيكية، فعلى سبيل المثال يقوم نهر النيل بتركيز الذهب الذي تحمله
المياه من جبال الحبشة، وأيضاً تقوم الأودية التي تسيل بالمياه بتركيز الذهب من
المناطق الجبلية التي تخترقها.
ويتركز الذهب ومعه كثير من المعادن الثقيلة ذات الأوزان النوعية العالية مثل
الفضة والجارنت والروتيل والفلورايت وغيرها، حيث تمكث في قاع النهر، ففي الولايات
المتحدة الأمريكية يستخرج الذهب بنسبة 5 ـ 10 من الإنتاج من رواسب المكث.
ومنها الرواسب والصخور الرسوبية، ويشير إليها قوله:﴿ وَأَمَّا مَا
يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾
وتتكون الرواسب النوعية مثل رواسب المكث السابقة في قاع النهر أو على شاطئ
البحر.
وتكون الرواسب بصفة عامة الأرضي الخصبة في دلتا الأنهار، وقد تحتوي ثروات
الغاز كمصدر مهم من مصادر الطاقة.
بل إن مدلول قوله:﴿ مَا يَنْفَعُ النَّاسَ ﴾ ليشمل رواسب
الرمل المستخدمة في صناعة