ففي هذه الآيات بين الله تعالى صفات النبات الطيب، وهي أن أصله ثابت، أي
جذوره ضاربة في الأرض وسليمة من الآفات، كما أن فرعه في السماء، أي جهازه الخضري
من أوراق وأغصان سليم وينمو جيداً، كما أنه يثمر في وقته، ويكون ثمره طيباً، بعكس
النبات الخبيث تكون جذوره مجتثة فوق الأرض فيكون ثمره خبيثا.
عالم النبات: وفي هذا تلميح إلى دور البذور في إنتاج الثمر.. ونحن في عصرنا
الحالي نشهد ثورة في مجال إنتاج البذور وتحسين الأصناف والمشاتل بواسطة الهندسة
الجينية. وتصب كل الجهود في تحسين الجودة في هذه العوامل الثلاثة: جذور سليمة
ومقاومة للأمراض، جهاز خضري هام وثمار جيدة وكثيرة.
علي: وفوق ذلك.. فقد ورد في القرآن الكريم الحديث عن المراحل التي تمر بها
عملية الإنبات، والتي تمر أولاً بعملية الفلق، ثم إخراج النبتة الحية من البذرة
الميتة، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ (الأنعام:95)
بل ورد في آية أخرى تفاصيل دقيقة عن أكثر المراحل التي يمر بها النبات، فقال
تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ
نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً
وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ
وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى
ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنعام:99)
إن هذه الآية الكريمة ـ إلى جانب كونها من دلائل عظمته سبحانه وتعالى ـ
تتضمن إعجازاً