الدراسات العلمية [1] أن لكل نوع من أنواع الحيوانات
رائحة خاصة به، وداخل النوع الواحد هناك روائح إضافية تعمل بمثابة بطاقة شخصية أو
جواز سفر للتعريف بشخصية كل حيوان أو العائلات المختلفة، أو أفراد المستعمرات
المختلفة.
وقد أثبت العلم [2] أن للحيوان لغته الخاصة، فلكل نوع من أنواع الحيوانات لغة خاصة به، يتفاهم
بها، ويتعارف مع غيره على أحوال ما حوله.. فهذه هي الدجاجة التي تصدر أصواتاً
مميزة، فنرى صغارها أقبلت في سرعة تلتقط معها الحب.. وتصدر أصواتاً مخافة، فإذا
بالصغار تهرول إلى العش في لحظة.. والنحلة إذا عثرت على حقل مزهر عادت إلى الخلية
وما إن تتوسطها حتى ترقص رقصاً خاصاً، فإذا بالنحل يندفع إليها، ويسير خلفها إلى
حيث تهديه النحلة إلى الزهور.
وقد لوحظ أن أسراب الفيلة، لا تكف لحظة عن غمغمة، طالما هي تسير في رهط،
فإذا تفرقت الجماعة، وسار كل فيل على حدة انقطع الصوت تماماً.. ومن أعجب ما يؤيد
لغة الفيلة، تلك الأصوات المزعجة التي تلاحظ عندما تجتمع الفيلة المحكوم عليه
ليعيش وحيدا ويسير منفرداً.. فقد حكمت عليه الفيلة بالعزلة والوحدة.
^^^
ما بلغ علي وحذيفة من حديثهما إلى هذا الموضع حتى أذن آذان المغرب، فقال
علي لصديقه حذيفة: لقد انشغلنا بالحديث على هذه العوالم من خلق الله.. فلم ندري
كيف مر كل ذلك الوقت.. فهيا بنا لنصلي لله الذي لم نر الخير إلا منه.
ثم سارا.. ولم ندر كيف جرى صاحبنا عالم الحيوان نحوهما، وهو يقول ـ وقد
انشغل عنا
[1]انظر: رحيق
العلم والإيمان، للدكتور أحمد فؤاد باشا.