علي: مع أني لا أزعم شرف التلمذة على القرآن الكريم، ومع ذلك سأقبل هذا
الدور.. وسأجيبك وأجيب سميك عن كل ما يخطر على بالكم.. ولن أجيبكم من عندي.. بل
سيجيبكم ربي..
ألكسيس: أنت واثق كثيرا من نفسك.
علي: بل أنا واثق كثيرا في ربي.. إن ربي يقول:﴿ وَأَسِرُّوا
قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا
يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)﴾(الملك)
ألكسيس: هذه آية عظيمة.. إن الترابط بينها
عجيب جدا.. فالقرآن يذكر سر مغفرة الله للخطايا لأنه يعلم تركيبة البشر الأرضية..
ويعلم استعداداتهم الوراثية التي تلقوها، وهم أجنة في بطون أمهاتهم.
علي: ولهذا فإن القرآن يمسح آهات كاريل
بأسلوب بسيط، ولكنه غاية في العمق..
إنه يقول له: لا تلم الإنسان على جهله بالإنسان.. فإن
الإنسان لن يعرف الإنسان.
ألكسيس: فمن يعرف الإنسان؟
علي: الله الذي خلقه هو الذي يعلمه.. أما
الإنسان، فهو أقصر وأضعف من أن يعلم نفسه.