علي: سأقص عليك قصة ترتبط بي[1].. لقد كنت أقرأ القرآن الكريم،
وأتعجب من وصف الناصية بأنها كاذبة خاطئة في قوله تعالى:﴿ نَاصِيَةٍ
كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾ (العلق:16)
لقد كنت أقول لنفسي: الناصية لا تنطق، فكيف يسند إليها الكذب؟.. وهي لا
تجترح الخطايا، فكيف تسند إليها الخطيئة؟
وقدر الله أن جلست يوما مع البروفيسور محمد يوسف سكر[2]، فأخذ يحدثني عن وظائف المخ، ويقول:
إن وظيفة الجزء من المخ الذي يقع في ناصية الإنسان هي توجيه سلوك الإنسان، فقلت
له: وجدتها!
قال لي: ماذا وجدت؟
قلت: وجدت تفسير قوله تعالى: ﴿نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
﴾
فخشي أن يكون قد استعجل، فقال: دعني أراجع كتبي ومراجعي.
وبعد مراجعته لتلك الكتب والمراجع، أكد الأمر وقال: إن الإنسان إذا أراد أن
يكذب، فإن القرار يتخذ في الفص الجبهي للمخ الذي هو جبهة الإنسان وناصيته، وإذا
أراد الخطيئة، فإن القرار كذلك يتخذ في الناصية.
ثم عرضت الموضوع على عددٍ من العلماء المتخصصين، منهم البرفسور كيث إل مور [3] الذي أكد أن الناصية هي المسئولة عن
المقايسات العليا وتوجيه سلوك الإنسان، وما الجوارح إلا جنود تنفذ هذه القرارات
التي تتخذ في الناصية.
[1]انظر: البينة
العلمية، وانظر: كتاب (الناصية) إصدار هيئة الإعجاز العلمي.
[2]البرفسور محمد
يوسف سكر: عميد الدراسات العليا بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في
حينها وله كتاب باللغة الإنجليزية في وظائف الأعضاء يعد مرجعاً في الكليات
الأجنبية.
[3]كيث إل مور من
كبار الأطباء في العالم، تدرس بعض كتبه في كليات الطب بعدة لغات وله مرجع كبير في
تشريح المخ. وقد أشترك في تقديم عدة بحوث في الإعجاز الطبي في مؤتمرات الإعجاز
العلمي العالمية.