في حيطان البيت، يأمر الكاهن بقلع الحجارة المصابة وطرحها خارج المدينة في
مكان نجس، وتكشط حيطان البيت الداخلية، ويطرحون التراب المكشوط خارج المدينة في
مكان نجس} (اللاويين: 14: 35)
حين قرأ هذا النص نظر إلى الكتاب المقدس نظرة قاسية، ثم أغلقه، ثم لم يفتحه
من ذلك الحين..
بالإضافة إلى ذلك، فقد أتيحت له فرصة ليرى حياة الرهبان، ويقرأ سير أسلافهم،
وكان مما ذكره لي مما قرأه عنهم من كتاب (ليكى) عن (تاريخ أخلاق أوروبا) قوله:(ظل
تعذيب الجسم مثلاً كاملاً فى الدين والأخلاق إلى قرنين، وروى المؤرخون من ذلك
عجائب. فحدثوا عن الراهب ما كاريوس (Macarius) أنه نام ستة أشهر فى مستنقع، ليقرص جمسه العارى ذباب سام، وكان يحمل دائماً
نحو قنطار من حديد، وكان صاحبه الراهب ((يوسيبيس) (Eusebius) يحمل نحو قنطارين من الحديد، وقد
أقام ثلاثة أعوام فى بئر نزح، وقد عبد الراهب يوحنا (St. John) ثلاث سنين قائماً على رجل واحدة،
ولم ينم ولم يقعد طوال هذه المدة، فإذا تعب جداً أسند ظهره إلى الصخرة، وكان بعض
الرهبان لا يكتسون دائماً، وإنما يتسترون بشعرهم الطويل، ويمشون على أيديهم
وأرجلهم كالأنعام، وكان أكثرهم يسكنون فى مغارات السباع والآبار النازحة، والمقابر،
ويأكل كثير منهم الكلأ والحشيش، وكانوا يعدون طهارة الجسم منافية لنقاء الروح،
ويتأثمون من غسيل الأعضاء)
وقد ذكر لي أنه من ذلك الحين نفرت نفسه من الدين ومن الأديان.
وقد زاد نفوره من الدين ما كانت تنقله القنوات الإعلامية عن المسلمين، وما
كانوا يصابون به من أمراض هي نتيجة اعتقادات جاهلة يعتقدونها.
لقد رأى بعينيه ما نقلته وسائل الإعلام عن رجل من المسلمين يزعم أنه من
الرقاة يضرب مريضا ضربا قاسيا، بدعوى أن به مسا من الجن، وأن ذلك الجن لن يعالجه
إلا الضرب الشديد.