تأمل الآية.. ثم قال: لا يمكنني أن أمر على هذه الآية مرور الكرام.. هذه
الآية تلخيص لحقائق كونية كبرى.
علي: فهلا تفضلت.. فشرحتها لي.
الفلكي: بكل سرور.. ولك الشكر الجزيل على أن أتحت لي سماع مثل هذه النصوص
العجيبة.
علي: أرجو أن تبسط لي في شرحك قدر ما استطعت، فليس لي من الخبرة في الفلك ما
يمكنني من فهم كل المصطلحات التي تطرحها.
الفلكي: علي ذلك.. فالقرآن قد تناول هذه الحقائق الكبرى بكل بساطة.. أنا
أذهب هذا المذهب مع طلابي.. لا أحب التعقيد.. ولا أحب المعقدين.
في البداية أحب أن أبشرك بأن علماء الفلك حديثاً بدأوا باستخدام كلمة (بناء)
building بدلا عن كلمة (فضاء) أي space.
علي: ما الفرق بينهما؟
الفلكي: عندما بدأ العلماء اكتشاف الكون أطلقوا عليه كلمة (فضاء)، وذلك
لظنّهم بأن الكون مليء بالفراغ.. ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية
بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجاً كونياً cosmic
web
محكماً ومترابطاً، بدأوا بإطلاق هذا المصطلح القرآني (بناء) أي building.
لقد رأوا بالفعل بناء هندسيا مُحكما.. تشكل المجرات وتجمعاتها لبنات هذا
البناء.. بل إنهم أصبحوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون، ويطلقون مصطلحات جديدة لها
علاقة بذلك، مثل الجسور الكونية، والجدران الكونية، وأن هنالك مادة غير مرئية
سمّوها بالمادة المظلمة dark matter، وهذه المادة تملأ الكون،
وتسيطر على توزع المجرات فيه، وتشكل جسوراً