علي: هذه السماء.. فحدثني عن العالم الذي ننتمي إليه.. حدثني عن المجرات [1]؟
الفلكي: المجرات هي نظم كونية شاسعة الاتساع تتكون من التجمعات النجمية
والغازات والغبار الكونيين (الدخان الكوني) بتركيز يتفاوت من موقع لآخر في داخل
المجرة، وقد تضم المجرة الواحدة عشرات البلايين إلى بلايين البلايين من النجوم.
وقد أحصى علماء الفلك في الجزء المدرك وحده من السماء مائتي ألف مليون مجرة
ــ علي الأقل ــ بعضها أكبر من مجرتنا كثيرا، وبعضها أصغر قليلا.
علي: فهل تتشابه هذه المجرات؟
الفلكي: ألم تعرف أن معاني الحبك التباين والاختلاف؟
علي: أجل..
الفلكي: فكذلك هذه المجرات تتباين في أشكالها كما تتباين في أحجامها، وفي
شدة إضاءتها، فمنها الحلزوني، والإهليلجي، وما هو غير محدد الشكل، ومنها ما هو
شديد الاضاءة، وما يبدو علي هيئة نقاط باهتة لا تكاد تدرك بأكبر المناظير
المقربة.
علي: فحدثني عن المجموعة التي تنتمي إليها مجرتنا.
الفلكي: مجرتنا (درب اللبانة) تنتمي إلى مجموعة فيها أكثر من عشرين مجرة
في تجمع يعرف باسم المجموعة المحلية للمجرات، يبلغ قطرها مليون فرسخ فلكي.. وذلك يساوي3،261،500 سنة ضوئية.
وتحتوي المجموعة المحلية التي تتبعها مجرتنا علي ثلاث مجرات حلزونية، وأربع
مجرات غير محددة الشكل، وأعداد من المجرات البيضانية العملاقة والقزمة، وقد
تحتوي
[1] ذكر بعض
المهتمين بالإعجاز العلمي أن الإشارة للمجرات هي في قوله تعالى:﴿
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (البروج:1)، فكل مجرة من المجرات برج من البروج
التي تتشكل منها السماء.. وسنتحدث عن هذه الآية في المبحث التالي لهذا المبحث.