به الشمس فإن ضوءها يصل إلى الأرض بعد ثماني دقائق وثلث دقيقة تقريبا،
بينما تجري الشمس بسرعة تقدر بحوالي19 كيلومترا في الثانية في اتجاه نجم النسر،
فتكون الشمس قد تحركت لمسافة لا تقل عن عشرة آلاف كيلومتر عن الموقع الذي انبثق
منه الضوء.
وأقرب النجوم إلينا بعد الشمس، وهو المعروف باسم الأقرب القنطوري يصل إلينا
ضوؤه بعد4،3 سنة من انطلاقه من النجم، أي بعد أكثر من خمسين شهرا يكون النجم
قد تحرك خلالها ملايين عديدة من الكيلومترات، بعيدا عن الموقع الذي صدر منه
الضوء، وهكذا فنحن من على سطح الأرض لا نري النجوم أبدا، ولكننا نري صورا قديمة
للنجوم انطلقت من مواقع مرت بها، وتتغير هذه المواقع من لحظة إلى أخري بسرعات
تتناسب مع سرعة تحرك النجم في مداره، ومعدلات توسع الكون، وتباعد المجرات عنا،
والتي يتحرك بعضها بسرعات تقترب أحيانا من سرعة الضوء.
وأبعد نجوم مجرتنا عنا يصلنا ضوؤه بعد ثمانين ألف سنة من لحظة انبثاقه من
النجم، بينما يصلنا ضوء بعض النجوم البعيدة عنا بعد بلايين السنين.
وهذه المسافات الشاسعة مستمرة في الزيادة مع الزمن نظرا لاستمرار تباعد
المجرات عن بعضها البعض في ضوء ظاهرة اتساع الكون، ومن النجوم التي تتلألأ
أضواؤها في سماء ليل الأرض ما قد انفجر وتلاشي أو طمس واختفي منذ ملايين السنين،
لأن آخر شعاع انبثق منها قبل انفجارها أو طمسها لم يصل إلينا بعد، والضوء القادم
منها اليوم يعبر عن ماض قد يقدر بملايين السنين.
علي: هذه إشارة مهمة.. فالقرآن يخاطب البشر.. وهم لا يرون إلا المواقع،
فلذلك حدثهم بما يرون.
الفلكي: هناك إشارة أخرى.. وهي أنه ثبت علميا أن الضوء مثل المادة ينحني
أثناء مروره في مجال تجاذبي مثل الكون، وعليه فإن موجات الضوء تتحرك في صفحة
السماء في خطوط