ومن ذلك ما حدث به أبو قتادة، قال: بينما نحن مع رسول
الله a نسير في الجيش إذ لحقهم عطش كاد يقطع أعناق
الرجال والخيل والركاب عطشا، فدعا بركوة فيها ماء فوضع أصابعه عليها، فنبع الماء
من بين أصابعه، فاستقى الناس، وفاض الماء حتى رووا خيلهم وركابهم، وكان من العسكر
اثنا عشر ألف بعير، والناس ثلاثون ألفا، والخيل اثنا عشر ألف فرس[1].
ومن ذلك ما حدث به ابن عباس قال: أصبح رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذات يوم، وليس في العسكر ماء، فقال رجل: يا
رسول الله، ليس في العسكر ماء، قال: هل عندك شئ؟ قال: نعم فأتي بإناء فيه شئ من
ماء فجعل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أصابعه في الاناء وفتح
أصابعه، قال: فرأيت العيون تنبع من بين أصابع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فأمر بلالا ينادي في الناس بالوضوء المبارك[2].
ومن ذلك ما حدث به ابن عباس أيضا، قال: دعا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بلالا، فطلب الماء، فقال: لا والله ما وجدت،
قال: (هل من شئ؟)، فأتاه بشئ فبسط كفه فيه، فأنبعث تحت يده عين، فكان ابن مسعود
يشرب وغيره يتوضأ[3].
ومن ذلك ما حدث به
أبو ليلى الأنصاري، قال: كنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في سفر، فأصابنا عطش، فشكونا إليه، فأمره بحفرة فوضع عليها نطعا،
ووضع يده عليها، وقال: (هل من ماء؟)، فأتي بماء، فقال لصاحب الإداوة: (صب الماء
على كفي، واذكر اسم الله)، ففعل.