وضعها في قعر الجفنة وقال: (خذ يا جابر، فصب
علي، وقل: (بسم الله)، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه، ففارت الجفنة، ودارت حتى
امتلات، فقال: (يا جابر، ناد من كانت له حاجة بماء)، فأتى الناس، فاستقوا حتى رووا
ورفع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يده من الجفنة، وهي
ملأى[1].
ومن ذلك ما حدث به أبو رافع، حيث ذكر أنه خرج مع رسول
الله a في سفر، فقال: (يا قوم كل رجل يلتمس من إداوته)،
فلم يجدوا غير واحد في إناء، ثم قال: (توضئوا)، فنظرت إلى الماء وهو يفور من بين
أصابع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم حتى توضأ الركب
أجمعون، ثم جمع كفيه فما خلتها إلا النطفة التي صب أول مرة[2].
ومن ذلك ما ما حدث به أبو عمرة الانصاري قال: كنا مع
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في غزوة غزاها، وأصاب
الناس مخمصة، ثم دعا بركوة، فوضعت بين يديه، ثم دعا بماء، وصبه فيها، ثم مسح فيها
بما شاء الله أن يتكلم، ثم أدخل خنصره فيها، فأقسم بالله لقد رأيت أصابع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم تفجر ماء مع الماء، ثم أمر الناس فشربوا وملأوا
قربهم وإداوتهم، فضحك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حتى بدت
نواجذه، ثم قال: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله لا يلقى الله
بهما أحد يوم القيامة إلا دخل الجنة)[3]
ومن ذلك ما حدث به حبان بن بح الصدائي قال: كفر قومي،
فأخبرت أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم جهز جيشا لهم، فأتيته،
فقلت: إن قومي على الاسلام، قال: كذلك، قلت: نعم، واتبعته ليلتي إلى الصباح، فأذنت
بالصلاة لما أصبحت وأعطاني إناء فتوضأت منه، فجعل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أصابعه في الاناء فنبع عيون، فقال: (من أراد
منكم أن يتوضأ، فليتوضأ)، فتوضأت وصليت فأمرني عليهم