(وتبعته جموع كثيرة فشفاهم
جميعا)(متى: 12/15)، وفيه: (فجاء إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون
كثيرون وطرحوهم عند قدمي يسوع. فشفاهم)(متى: 30/15)، وفيه: (وتقدم إليه عمي وعرج
في الهيكل فشفاهم)(متى:21/14)، وفيه: (لأنه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه
كل من فيه داء)(مرقس: 3/10)، وفيه: (وفي تلك الساعة شفى كثيرين من أمراض وأدواء
وأرواح شريرة ووهب البصر لعميان كثيرين) (لوقا: 7/21)
ما إن وصل بولس بحديثه إلى هذا
الموضع حتى صاح أجيره المتمارض، وقال: شكرا لربي المسيح الذي شفاني.. لولا ربي
المسيح لكنت الآن تحت رحمة الشياطين الذين استعمروني.. آمنوا يا جماعة بالرب
المسيح، فإنه لن ينقذكم من عللكم إلا هو.
لقد رأيتم كيف أبت الشياطين أن
تخرج لسماعها القرآن، ولكنها ما إن رأت الصليب، وسمعت اسم المسيح حتى راحت هاربة
من جسدي.
لست أدري كيف ظهر من بين الجمع
عبد الحكيم الذي راح يقول لأجير بولس: أقدر لك ـ يا أخي ـ إيمانك بالمسيح.. ولكني
مع ذلك أريد أن أصحح لك خطأين أوقعك فيهما الوهم.
أما الأول، فهو تصورك أن من سكنك
هم الشياطين، وهذا خطأ عظيم، فلم يجعل الله للشيطان على الإنسان إلا سلطانا واحدا
هو سلطان الوساوس التي يبثه في النفس، فيملأها بالقنوط والكآبة والحزن.
فالقرآن يقرر أن المس الذي يمس
به الشيطان الإنسان لا يعدو الوساوس التي يلقيها، فتملأ القلوب هما وحزنا، وقد
يمتد تأثيرها إلى الجوارح مرضا وأنينا، وقد يكون محل الوسوسة مريضا مستعدا لحصول
الصرع، فيصرع ويتخبط، لتأثير تلك الوساوس على نفسه، بل هو يتخبط لأي وساوس من الجن
أو من الإنس.