التفت عبد الحكيم إلى أجير بولس،
وقال: لا ينبغي ـ يا أخي ـ أن تنساق وراء الخرافات في علاج دائك..
إن هذا مرض من الأمراض التي يسير
الطب الحديث نحو معرفة الكثير من أسرارها، ويوشك أن يجد لها العلاج الذي يقمع
مادتها، فاتصل بالأطباء، فهذا اختصاصهم لا اختصاص رجال الدين.
أجير بولس: أنت تقول هذا، لأن
دينكم خال من هذا الجانب.
عبد الحكيم: لا.. نحن نرتبط
بالله.. وإذا مرضنا علمنا نبينا أن نلجأ إلى الله، وندعوه، وفي نفس الوقت نمارس ما
أمرنا الله به من أسباب الشفاء التي قدر لها في عالم الحكمة قوانينها.
وهنا لم يجد أجير بولس إلا أن
ينطق بما تعود أن ينطق به، وهو ما يفسد الغرض الذي جاء من أجله بولس، فقال: لكن
المسيح حصلت منه معجزات الشفاء الكثيرة الدالة على ألوهيته، أما نبيكم فلم يحصل
على يديه شيء، فكيف تقبلونه نبيا؟
ابتسم عبد الحكيم، وقال: النبي
يأتي ليشفي أرواحنا، ويعلمنا كيف نسير إلى ربنا.. أما الطب، فقد خلق الله له
الأطباء، وخلق لهم من الأدوية في أرضه ما يمكنهم أن يعالجوا به جميع العلل التي
تعتري البشر، فلذلك نحن نحتاج إلى الهداة لا إلى الأطباء.
قال أجير بولس، بإلحاحه المعهود:
أنت تتهرب من سؤالي.. فكل من لم يطق شيئا قال ما قلت.
هنا تدخل عبد القادر، وقال: ما
دمت قد رغبت في أن نحدثك عن هذا.. فسنحدثك بما ورد في الأسانيد الكثيرة الدالة على
أن نبينا كان مستجاب الدعوة، فكان لا يدعو لشيء أو على شيء إلا حصل ما دعا به.
وذلك ليس خاصا بالأمراض فقط..
وإنما قد عم أشياء كثيرة، لو صبرتم علي،