responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 144

قلت: أجل.. أخاف أن تكون نوعا من الغرور.

قال: لا تخف.. لقد جربت هذا النوع من الأسلحة سابقا.. وقد كان له مفعوله السحري.

قلت: أنا لا أحب تعابيرك هذه.. فنحن مبشرون لا محاربون.

قال: أحيانا يختلط التبشير بالحرب.. عندما تجد من يقف في وجه تبشيرك تضطر إلى أن تستعمل معه أساليب المحاربين.

قلت: ولكن المسيح جاء بالسلام.

قال: السلام في عرفنا ليس كالسلام المتعارف عليه.. إنه سلام قد يستخدم الحرب، وقد يتسلح بالعداوة.. حتى لو كانت العداوة بين الولد ووالده، والأخ وأخيه.. لاشك أنك تحفظ ما قال المسيح في هذا.. لقد قال: (: (لا تظنوا أني جئت لأرسي سلاما على الأرض. ما جئت لأرسي سلاما، بل سيفا فإني جئت لأجعل الإنسان على خلاف مع أبيه، والبنت مع أمها، والكنة مع حماتها، وهكذا يصير أعداء الإنسان أهل بيته)(إنجيل متى:10)

قال ذلك، ثم أخذ بيدي، وقال: هيا بنا.. فالحضور ينتظرون قدومنا على أحر من الجمر.

امتطينا سيارتنا الفخمة، وسرنا نحو ذلك الحي الراقي..

كان الجمع جالسا ينتظر القس بلهفة وشوق.. فما إن دخل، ودخلت معه حتى امتلأت القاعة بالتصفيق الحار.

جلسنا على المنصة، وراح صاحبي بولس يلقي قنبلته الموعودة، والتي بدأها بقوله: أنا لا أحب المحاضرة الجافة التي تلقن العقول دون أن تدع لها فرصة للحوار.. كما يفعله الأئمة في المساجد حين يستأثرون بالمنابر ليلقوا ما شاءت لهم عقولهم أو أهواؤهم أن يلقوه.

لذلك سيكون حديثي مفتوحا.. وإن شئتم فاعتبروا جلستنا هذه جلسة مذاكرة لا جلسة محاضرة..

سر الحضور لقوله هذا.. وسر أكثر لما رآه من سرورهم.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست