لنبدأ بالنبوءة الأولى.. وهي نبوءة إشعيا
المشهورة عن العذراء التي تحبل و تلد ابنا يدعى عمانويل.
فهذه النبوءة لا تنطبق على المسيح من
وجوه كثيرة، منها أن المسيح لم يدع بهذا الاسم طول حياته.. ومنها أن كلمة (عذراء)
مترجمة بصورة خاطئة، وكاتب انجيل متى وجد كلمة عذراء المترجمة خطأ، فربطها بميلاد
المسيح [1].
ثم إن قصة بشارة الملاك فى (لوقا:1 / 31:
31): (وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع) تتعارض مع قصة متى، ولا ندرى هل
نسميه يسوع أم عمانويل، وبما أن يسوع هو الاسم المنتشر فى الإنجيل عكس عمانويل
الذى لم يذكر مطلقا، فهذا يرجح صيغة لوقا.
ثم إن قصة النبوءة ـ باختصار ـ هي أن
أرام وفاقاح ملك إسرائيل جاءا إلى أورشليم لمحاربة آحاز بن يوثان ملك يهوذا، فخاف
خوفاً شديداً من إتفاقهما، فأوحى الله إلى إشعياء أن تقول للتخفيف عن آحاز وتسليته:
(لا تخف فإنهما لا يقدران عليك وستزول مملكتهما)، ثم بين علامة خراب ملكهما، وهي
أن امرأة شابة تحبل وتلد إبناً، وتصير أرض هذين الملكين خراباً قبل أن يعرف ويميز
هذا الصبي المولود الخير من الشر.
وقد ثبت أن أرض فاقاح قد خربت في مدة
إحدى وعشرين عاماً من هذه النبوءة، فلا بد أن يولد ابن قبل هذه المدة، وتخرب الأرض
قبل أن يميز، والمسيح u ولد
بعد هذه النبوءة بمدة 721سنة من خرابها.
[1] فاللفظ في النسخة
الأصلية، والتي ترجم منها إلى العربية لا يعني أبداً عذراء، وإنما اللفظ وارد
بمعنى المرأة الصغيرة، وليس فيه أي إشارة لعذريتها.
وفي التراجم اليونانية الثلاث ترجمة
أيكوئلا سنة 129م ، وترجمة تهيودشن سنة 175م ، وترجمة سميكس سنة 200
م ، جاءت ترجمتها بالإمرأة الشابة، ولا إشارة أبداً كونها عذراء أو غير عذراء..