ومنها ما كان يخفيه المنافقون من بغضهم
للإسلام وطعنهم فيه، فيطلع الله عليه نبيه، وكان المنافقون يعلمون ذلك، ويخشون أن
ينزل القرآن ببيان ما أسروا في قلوبهم، كما قال تعالى:﴿ يَحْذَرُ
الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي
قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴾
(التوبة:64)
ومما حكاه الله تعالى عن كذب المنافقين
في اعتذارهم في التخلف عن الجهاد:﴿ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا
رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ
نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ (التوبة:94)
وقد روي أن أحدهم قال في النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم كلمةً كفر بها، حيث كان النبي يخطب،
فقال المنافق: (إن كان هذا صادقاً لنحن شر من الحمير)، فقال زيد بن أرقم: هو والله
صادق وأنت شر من الحمار، ولما نقلت كلمته إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم جحدها، فنزل القرآن الكريم بإثبات تلك
الكلمة عليه، قال تعالى:﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ
قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ..﴾
(التوبة:74)
بل كان الوحي يكشف للرسول a ما يدور بعيداً عنه مما يحاك حوله وما
يدور في خفايا النفوس.
أنباء
المستقبل:
عبد القادر: نكتفي بهذه الأمثلة..
ولننتقل إلى غيب المستقبل، فهو المقصود عند الإطلاق، وسأذكر بعض الأمثلة عنه من
باب الاختصار.