حتى أفكر فيه. فلما فكر قال: إن هذا سحر
يأثره عن غيره. فنزلت ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾ حتى بلغ
﴿تِسْعَةَ عَشَرَ﴾[1]
وغيرهم من رؤوس الكفر والنفاق، ولكن أحدا
منهم لم يفطن لأن يخالف ما ورد في القرآن الكريم من الوعيد المرتبط به.
والقرآن الكريم يذكر سر ذلك،
فيقول:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ
يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
(لأنفال:24)، ويقول:﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ
اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾
(القصص:56)
إذلال اليهود وإفسادهم:
عبد القادر: ليس ذلك فقط.. بل إن القرآن
الكريم يقرر سننا ترتبط بالتاريخ جميعا، كان يمكن لمن أراد أن يكذب القرآن الكريم
أن يتحداها، ولكنه لا يملك إلا أن ينصاع لها، ومن ذلك ما ورد في شأن اليهود، فقد
قال تعالى في تحد معجز:﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ
عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ
رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (لأعراف:167)
فقد تعرض اليهود ـ نتيجة لفسادهم وكفرهم
وصدهم عن سبيل الله ـ إلى نكبات وقتل وتشريد في جميع الفترات التاريخية إلى عصرنا
الحاضر.
فمن يطالع تاريخ اليهود يجد أنهم قد جرت
عليهم أكثر من مقتلة في على يد الرومان، والإنجليز والألمان.
هنا وجد بولس الفرصة، وقال: لقد كذب
القرآن في هذه النبوءة، فأنتم ترون اليهود اليوم،